الجمعة، 21 أكتوبر 2016

حكاية السجين ١٢٥٨٧ !!

 

بعد عمر طويل يقدر بملايير السنين، شاخَ الله وهرِم وأصبح عاجزاً عن إدارة شؤون الكون، بعد ان أصيب فجاءةً بجلطة دماغيّه أقعدتهُ مريضاً عاجزا مشلولاً على الفراش لا يستطيع أن يحرك النصف الأيسر من جسدهِ المُتهالك ،حينها طلبَ لقاء صديقهُ ورفيق دربهِ الملاك جبرائيل ...

 

دخل الملاك جبرائيل إلي الغرفة التي يستلقي على سريرها جلالة الله المُعظّم ... وبعد أن أدى التحية العسكريّه ،أقترب منهُ وعيناه مغرورقتان بالدموع، ثم جلس على كرسي بقرب السرير .

 

الله : مالي أراكَ واجماً يا صديقي ؟! كُن قوياً وأمسح دموعك ،إنها وعكة صحية وستزول وأعود إلى سابق عهدي ...

 

جبرائيل : نعم يا إلهي ستعود قوياً عظيماً كما عهدناك سبحانك

 

الله متأملاً وجه جبرائيل :الأيام مضت مسرعه ،هل تذكر يا صديقي كيف بنينا هذا الكون؟ كوكب كوكب ،مجرة تلو مجره ،وهذه النجوم والمذنبات حتى الكويكبات الصغيرة بنيناها بدقة متناهيه، رغم أني لا أذكر من أين أتينا بالمواد الخام !... أقصد المواد الأولية.. ثم تمتم مبتسماً ربما سرقناها من الأكوان الأخرى ههه

 

يبتسم جبرائيل ويحاول أن يجفف دموعه، بمنديل سحبهُ من علبة صغيرة على منضدة مليئة بأقراص دوائية متعددة الألوان والأحجام ...

 

الله : أخبرني يا جبريل كيف هو حال البشر على كوكب الأرضة ؟!

جبرائيل :الأرض يا عظيم ؟!!

 

الله : نعم الأرض

 

تجهّم وجه جبرائيل وعبس ثم أستطرد بحزن : الأوضاع سيئه سبحانك ،الحياة لم تعد تُطاق هُناك ، اليهود والنصارى و كفار قريش..

 

الله مقاطعاً :اليهود والنصارى ..قريش..دائماً اسمع بهؤلاء من هم وماذا يريدون ؟؟

 

جبرائيل وقد طأطأ رأسه للأرض: أنهم اتباع موسى وعيسى و عباد الأصنام يا عظيم..

 

الله متسائلاً : وماذا يريدون؟؟

 

جبرائيل : عفواً يا عظيم لقد كفروا بك .. اليهود لم يعودوا يخافونك ،وهمّهم الأول جمع المال، والنصارى كفروا بك ،و يدّعون أن عيسى هو ابنك ..

 

الله متسائلاً : وهل تزوجتُ يوماً ؟! لا اذكر ذلك يا جبرائيل !!

 

جبرائيل مبتسماً بمكر : لك مغامرة واحده يا عظيم ،هل نسيت مريم سبحانك؟!

 

الله يحاول أن يتذكر .. مريم .. مريم ... آه ،الحسناء العمرانية؟ لقد تذكرتُها هههه كم كانت جميلة.. نعم تذكرت حين أرسلتُكَ لتلك المهمة السريّة، بعدها حبلت وأنجبت ،لكن ليس مني.. لماذا يريدون أن يلصقوا كل شئ بي ؟!

 

جبرائيل مقاطعاً واضعاً كلتا يديه على ذراع الله : إنسى الموضوع يا عظيم صحتك بالكون، سنلقنهم درساً لن ينسوه يوما...

 

الله متسائلاً : ما العمل يا جبرائيل ؟ لم يعد بمقدوري أن أغرق الأرض كالسابق، و لا أن اقلبها فوق رؤوسهم ،و لا أن أمطر عليهم  ناراً ،و لا أن أرسل ريحا عاتية، لم يعد بمقدوري أن أفعل أي شئ ،حتى الصيحة قد تؤذي حبالي الصوتية ، لم يعد بمقدوري أن أضرط حتى ..

 

تحسر الله على نفسه و على أيام جبروته ،ثم فكر فقرر.. دنى من رفيق دربه و منفذ أمره.

 

الله :أسمع لدّي فكرة رهيبة  يا جبريل،هل تعرف السجين رقم ١٢٥٨٧ ؟؟

 

جبرائيل :من هذا السجين ١٢٥٨٧ !! لا اعرفهُ !

 

الله :  انه قتم ،محكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في جهنم ،هل نسيتهُ ؟

 

جبرائيل فاتحاً فاهه .. نعم ..نعم.. تذكرتهُ ، مجنون الصحراء ! هذا الذي كان يسرق الثمار من الجّنه ويبيعها لأهل النار! نعم نعم عرفتهُ ، المهووس الذي حاول أن ينكح حورياتك ذات ليله عندما نزلت في الثلث الاخير من الليل لزيارة أحد الكواكب النائيه .. لقد أفتعل الكثير من المشاكل مع الأنبياء والرُسل..حتى حاول ان ينكح لوط ! و سرق عصى موسى وخبأها في غرفة يونس ليوقع بينهما! و ضرب عيسى على رأسه! انهُ مجرم خطير يا عظيم !!!

 

الله مؤكداً :هذا الذي ينفع مع قوم عيسى وموسى والكفّار أجمعين..

 

أرسلهُ اليهم والى كل الذين يكفرون بي ولا يرهبونني ..اعطيه كل الصلاحيات الإلهية ، ليقتل اليهود والنصارى و المشركين..ويسلبهم حلالهم ،وأموالهم ويسبي نسائهم ،و يستعبد أطفالهم ..حتى يلقن هؤلاء الكفرة الفجرة المرتدين درساً لن ينسوه ،وأعطيهِ ما شاء ..ولينكح ما طاب لهُ ،وليذبح من يشاء ويحرق من يشاء ..واطلب منه أن يوعد أتباعهُ ومناصريه بخمور الجنة وحورها و غلمانها ،حتى يَقتلوا ويُقتلوا لأجل الخمر والجنس ... هيا يا صديقي نفّذ ماقلتهُ لك ..

 

جبرائيل : سمعاً وطاعةً يا عظيم ...

 

الله : ستكون أنت المرسال بيني وبينهُ ،وسأبلغك بما يجب أن يفعل، وماذا سيدون في كتاب  يبقى درساً للأجيال اللاحقة هاهاهاهاهاهاهاها

 

اخرج الآن لقد حان وقت أخذ الحقنة ...

 

 

وهكذا كان القرآن وهكذا ولد الإسلام  مع خروج السجين رقم ١٢٥٨٧





بقلم "أبو لهب العظيم"



هناك تعليق واحد:

  1. روعة انا معجب بشخصيتك وافكارك انا مسلم لكي سعيد جدا بأفكارك وانا على وجه الالحاد

    ردحذف


جعلنا امكانية التعليق متاحة للجميع بما فيهم من يريد ان يخفي هويتة ( مجهول )

Created By Sora Templates